Page 229 - יום שישי הגדול
P. 229
‫وثيقة الإستقلال‬
‫إعلان عن إقامة دولة إسرائيل‬

‫في أرض إسرائيل نشأ الشعب اليهودي ‪ ،‬وفيها تبلورت سجيته الفكرية والدينية‬
‫والسياسية‪ ،‬وفيها مارس سيادته المستقلة‪ ،‬وفيها أنتج ثروات حضارته الوطنية والحضارة‬

‫الإنسانية وأورث العالم أجمع سفر الأسفار الخالد‪.‬‬
‫وحين تم إجلاء الشعب عن بلاده بالقوة‪ ،‬فقد صان عهده لها في كافة أقطار الشتات ولم‬

‫ينقطع عن الصلاة والتعلق بأمل العودة إلى بلاده واستئناف حريته السياسية فيها‪.‬‬
‫وبدافع هذه الصلة التاريخية والتقليدية‪ ،‬سعى اليهود على مر الأجيال إلى العودة إلى‬
‫وطنهم القديم والتمسك به‪ ،‬وعادوا إلى بلادهم في الأجيال الأخيرة آلافاً مؤلفة من‬
‫الطلائعيين واللاجئين والمدافعين‪ ،‬فأنعشوا النفوس ونهضوا بلغتهم العبرية وشيدوا القرى‬
‫والمدن وأقاموا مجتم ًعا ينمو وينمو وينعم بسيادة على اقتصاده وحضارته وينشد السلام‬
‫ويدافع عن نفسه ويزف بشرى التقدم إلى جميع سكان البلاد متطل ًعا إلى الاستقلال‬

‫الرسمي‪.‬‬
‫وفي عام ‪ ‎5657‬حسب التقويم العبري للخليقة الموافق عام ‪ ‎1897‬ميلاديًا ُعقد المؤتمر‬
‫الصهيوني تلبية لنداء صاحب فكرة الدولة اليهودية ثيودور هرتسل وأعلن عن حق اليهود‬

‫بالنهوض القومي في وطنهم‪.‬‬
‫وتم الاعتراف بهذا الحق في وعد بلفور في اليوم الثاني من شهر تشرين الثاني عام ‪1‎ 917‬‬
‫وتم إقراره في صك الانتداب الصادر عن عصبة الأمم‪ ،‬والذي منح بشكل خاص اعترافاً دول ًيا‬
‫بالصلة التاريخية التي تربط الشعب اليهودي بأرض اسرائيل وبحق الشعب اليهودي في‬

‫إعادة تشييد وطنه القومي‪.‬‬
‫إن المحرقة التي حلت بالشعب اليهودي في الآونة الأخيرة والتي ذُبح فيها الملايين من يهود‬
‫أوروبا‪ ،‬قد عادت وأثبتت من جديد وبشكل واضح ضرورة حل مشكلة الشعب اليهودي‬
‫المحروم من الوطن والاستقلال من خلال تجديد الدولة اليهودية في أرض إسرائيل لتفتح باب‬
‫الوطن على مصراعيه لكل يهودي ولتضمن للشعب اليهودي مكانة أمة متساوية الحقوق‬

‫ضمن أسرة الشعوب‪.‬‬
‫إن البقية الباقية التي نجت من المجزرة النازية الفظيعة في أوروبا ويهود البلدان الأخرى لم‬
‫يتوقفوا عن القدوم إلى أرض إسرائيل رغم الصعاب والعراقيل والأخطار‪ ،‬ولم ينقطعوا عن‬

‫المطالبة بحقهم في حياة كريمة وحرة وحقهم بالعمل الشريف في وطنهم‪.‬‬

‫‪227‬‬
   224   225   226   227   228   229   230   231   232   233   234